الجمعة، 11 فبراير 2011

تصوري للشباب الأحمدي


تصوري للشباب الأحمدي
أيها الإخوة ونحن على طريقتنا الغرّاء التي تعتمد على فقه مذهب الإمام مالك من واجبنا أن نسعى لنتفقه أكثر في الدّين ( فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدّين) بمطالعة مؤلفات الإمام والتعرف عن قرب على مذهبه، وكل الكتب التي تفيدنا في دعم أفكارنا، وإنارة دربنا لمواجهة الصّعوبات التي تعترض سبيلنا، فطريقتنا طريقة علم وعمل وعبادة،
والإمام التماسيني (ض) قال: اللويحة والمسيحة والسبيحة ولم يقيد ذلك بزمن بل جعله إلى آخر العمر: حتى تخرج الرويحة ، وهو ما لا يتنافى مع الحديث الشريف أو يتعارض معه فقد قال رسول الله (ص) : (اطلب العلم من المهد إلى اللحد).
ومع ذلك فما زالت نظرة شبابنا لم ترق إلى المستوى المطلوب، المؤسف أنّ أكثرية شبابنا يعزفون عن المطالعة والقراءة مع أن الخليفة سيدي محمد العيد ما فتئ يحث على المطالعة ويؤكّد عليها لأنها النافذة التي يطلّ منها المرء على أفكار الغير وآرائهم وثقافتهم وتجاربهم.
من المؤسف أيضا أن يبقى هذا الشباب مفرّقا مشتتاً، في حين رصّت الصفوف لمحاربته، وهو غير مبالٍ يكتفي بعبارة (كثر خير الشيخ) يلوكها دون أن يحرّك ساكنا، في الوقت الذي يطلب منه الشيخ أن يسعى من أجل لمّ شمله والتوحد حول هدف واحد، وتسخير إمكانياته خدمة لدينه ووطنه.فـ:  
 فاشفوا غليلي برأي منكم حصـد 
        يصبح فؤادي له ريّان قد سطعا

إنّ تصوّري للشابّ الأحمدي أن يكون مثالاً في الخلق يحفظ لسانه عن فحش القول، ويعرض عن اللغو، ولا أحبّ منه أن يتشدّق بانتسابه للطريقة وهو يرتكب ما يرتكب من المعاصي، بدعوى أنه مضمون وأنه سيدخل الجنّة مهما ارتكب من الإثم،  ومهما جأر بالمعصية الأمر الذي يجرّ عليه، وعلى طريقته الانتقاد، في حين أنّ الشيخ يأمره:
أن يحافظ على الصلوات في أوقاتها.
أن يحافظ على الجماعة ما أمكنه ذلك 
ويرتل القرآن وأقلّه حزبين في اليوم.
مع الخوف الدّائم من مكر الله
وهذا يتطلّب منه المراقبة الدّائمة لأقواله لأنه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقوله (ص) لمعاذ بن جبل: ( وهل يكبّ الناس على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاّ حصائد ألسنتهم)، وقوله (ص): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، ومراقبة أفعاله فلا يصدر منه إلاّ كلّ جميل مفيد.

 وأحبّ منه أن يكون على وعي بما يدور حوله ويشعر بمسؤوليته تجاه طريقته فهو داعية إليها بسلوكه والناس يحكمون عليها من خلال تصرفاته وتعامله معهم في السوق وفي الشارع وفي المدرسة وفي البيت وفي كلّ مكان، يجب أن تنعكس عبادته ويتجلى ذكره قياما وصياما في سلوكه لأن: (إن الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فيجب أن يكون مرآة صافية تعكس بحق مبادئها، ويجسد قيمها ولا يسيء إليها.وأن يعرض عن المغرضين الجاهلين الذين يصفونه بالشرك أو الكفر وأقول له:
أكافر من بات لله ساجداً
في الرغام أنفه يتعفّر؟
وأصبح يرقب الشمس طلوعها
جالسا وهو يذكر
ألان الذكر قلبه
فإذا عيناه دموعاً تطفرُ
وإذا سكينة تغشاه 
 ورحمة عليه تنشر
أم من تعالى عن الإله
يحركه الجحود والبطر
غاب عنه الإحساس
والقلب ميت لا يشعر
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويلهمنا  رشدنا وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتقبل منا الصيام والقيام.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق