الجمعة، 11 فبراير 2011

زيارة الخليفة العام


زيارة سنويّة يقوم بها شيوخ عين ماضي، وكان الجميع يلاقي ترحيبا منقطع النظير من خليفة الديار التماسينية، ومن أبناء سيدي الحاج علي بتماسين وجميع الأحباب الذين يتقاطرون من كلّ حدب وصوب لينعموا برؤية طلعته البهيّة، ويلاقي ترحيبا مماثلا في جميع المناطق التي يحلّ بها في أنحاء سوف خاصة تغزوت التي تتهيأ لهذا الاستقبال منذ خروج الشيخ من عين ماضي، ويبدأ الاحتفال عند مغادرته تماسين، وحين يصل يجد الأحباب رجالا ونساء، كبارا وصغارا، كلهم قد تجمّعوا في المكان المعروف بالبرج، وهي ساحة محاذية لمسجد سيدي العيد بتغزوت، فتختلط أصوات البارود،  بالزغاريد، وترتفع أصوات المنشدين والمداحين،  ويستمرّ هذا الاحتفال طيلة الأيام التي يقيمها بينهم، فلا ينقطع توافد الزوار من الرجال والنساء والأطفال من تغزوت وخارجها، ولا تنقطع حلقات المدح، كما تقام المآدب التي يحضرها كلّ قادم لزيارة الشيخ، وينفق مقيموها بسخاء، ويتبارون في إظهار الحفاوة بالشيخ بإكرام أحبابه وزواره، خاصة سيدي احميدة بن سيدي العيد الينبعي الذي تفتح داره ـ المفتوحة دائما ـ في وجه الضيوف ، ويحظون منه ومن أبنائه بترحيب وإكرام يعجز اللسان عن التعبير عنه، والقلم عن وصفه، ولسان الحال منهم يردد( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً).

هذا الاحتفال وهذا الترحيب نابع من إحساس أبناء سيدي الحاج علي بمكانة الشيخ وأبنائه، ونابع من إحساس شيخ تماسين على الدوام بضرورة الحفاظ على أبناء الشيخ سيدي أحمد التجاني عملا بوصيته المشهورة للشيخ سيدي الحاج علي التماسيني الساري سرّها إلى يوم يبعثون،

لذلك جرت العادة أن شيخ تماسين يُعْلمُ قبل الشروع في هذه الزيارة بموعدها حتى يتسنى له وللأحباب القيام بالواجب على أحسن ما يرام، وإكرام الوافدين من ربوع عين ماضي حسب ما يليق به المقام، ويتحقق به المرام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق