المؤمن بأخيه:
المؤمن اسم فاعل يدل على من اتصف بصفة الإيمان واصطبغ به، وكما نعرف أن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، بمعنى أن الإيمان على الرّغم من وجوده في قلب الإنسان إلا أنه لا بُدّ من أن يتجلّى على سلوكه قولاً وفعلاً وسلوكاً وتفكيراً.
فهو أشبه بالحُلّة التي يتزيّن بها المسلم، وكلما كان إيمانه قويا كانت حلّته أزهى وأجمل، إذ ينعكس الإيمان خشوعا في صلاته، وتواضعا لإخوته، وأمانة في تعاملاته فلا غش ولا احتكار ولا كذب...
هذا هو السلوك الذي يجب على الأحباب أن يكونوا عليه، فهم مرآة لطريقتهم وَعَوْا أمْ لمْ يعُوا فالناس ينظرون إليهم على أنهم دُعَاةٌ والدّاعية يجب أن يطابقَ حَالُهُ مقالُهُ.
ولكنّ هذا الإنسان لا يعيش إلاّ في مجتمع، والسّيرُ على الطريق يحتاج إلى الرفقة الصالحة وجب عليه أن يعرف من يُخالِلْ، فالمرْء على دينِ خليلهِ.
ودائما نردّدُ: (المؤمنُ بأخيه) ومعنى هذه العبارة عظيم فالأخ يشدّ من أزْر أخيه ويعينه على الاستمرارِ على الطاعة والهُدى، يوجّههُ إلى سواءِ السبيل، ينتقدهُ ويقوّمه وعلى الأخ قبولِ النصْحِ وليَكُنْ لسانُ الحالِ منهُ مرَدّداً: (رحمَ اللهُ امْرَأً أهْدَى إلِيَّ عُيوبي)
نخلصُ من كلّ هذا إلىَ العلاقةَ بين الإخوانِ في الطريقِ وإنْ كَان فيها تنافسٌ على تقدِيمِ الأفضلِ والأحْسَنِ لقوله تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
إلاّ أنه لا بدّ من التكاملِ بين الأحْبَابِ وجَمْعِ كلّ الطاقاتِ الموجودَة لخدمة الأهْدافِ المسطّرَة، وليَكُنْ الشيخُ هو البوتقة التي تجْمَعهم جَميعاً والتعاون بينهم هو المدد أي المساعدة ونصرة بعضهم لبعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق