السبت، 12 فبراير 2011

كلمة سيدي احميدة ينبعي في الذكرى العاشرة لبايعة الشيخ سيدي محمد العيد التجاني التماسيني بالخلافة


بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي احميده
الحمد لله الذي أنار الوجود بطلعة سيد الكائنات فأزاح بها ظلمات الشك من قلوب الصفوة المختارة، لهداية المخلوقات ، واصطفى منهم طائفة جعلهم مرشدين في أحلك الأوقات أولئك الذين هداهم الله فبهدلهم اقتده.فمن استنصرهم نصره الله ومن استهداهم هداه الله، ومن اعتزّ بهم أعزّه الله، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.

وقال عليه الصلاة والسلام: " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله" ولا زالت هذه الطائفة تدعو على سبيل السّلام " ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة" حتى ظهر المرشد الأكبر والممدّ الأعظم القطب الكامل سيّدنا ومولانا أحمد بن محمّد التجاني عام 1150هـ رافعا اللّواء على رؤوس الأشهاد داعيا الخلق إلى الهدى والرّشاد فلبّى نداءه العلماء والأعلام، والصفوة الكرام أوضحوا السبيل، وداووا العليل، فتبعهم من خلق الله من كان نصيبه الاجتباء، ولا زال حبل الهداية ممدودا لمن كان له نصيب.
واختار اللهُ من الأتباع خلفاء أمناء جعلهم منارات في الطريق في حياة الشيخ وبعد مماته، وما أن لحق الشيخ بالرفيق الأعلى ولبّى نداء ربّه ترك خليفة من بعده بإذنه وإذن رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم رافعاً اللّواء الأعظم حمْدا وشكْراً لله.
ثم نادى هذا الخليفة على رؤوس الأشهاد بأنّه الوارث لِما كان ليبقى كما كان، فحظي بالقبول كلّ من له في الحظّ قبول حتّى لبّى داعي ربّه كما هي سنّة الكون، فترك من بعده خليفة سار بسيره واهتدى بهديه فخضعت له رقاب أهل الصفا حتى لحق بربّه وترك من بعده خلفاء كانوا على العهد الذي كان عليه فساروا بسيره حتى جاء دور الشيخ المجدّد سيدي محمد حمّه فانبهر الازدهار، واتّسع الانتشار، وأينعت الأشجار، وتفتّحت الأزهار فعمّ طيبُها جميع الأقطار، فكلّ من هبّ عليه نسيمها انتعش وهبّت فيه الحياة بعد الممات، حتى لحق بأسلافه مرضيا عليه.
فخلفه ابنه القطريف صاحب الحال النظيف الشيخ سيدي البشير فكانت أيّامه خصبة ما بها شاكل ولا عجفاء حتى لحق بأسلافه، فخلفه ابنه سيدي العيد الثاني فكان غيورا عن الدّين محافظاً على الشريعة لا يقبل الشذوذ واقفاً على الحدود أمْراً ونهْيا وعملاً، قضى طفولته في طلب العلم فكان زاهداً تقيّا ورعاً خبيراً بشؤون الحياة حتى لحق بربّه وأنِسَ بقربه مرضيّاً عليه.
فخلفه عمّه المجدّد الثاني خليفة الدارين الشيخ سيدي أحمد فرفع علم الطريقة عاليا فأهابه كلّ جبّار، وطأطأ رأسه من في قلبه إنكار، فكان حكيم زمانه ووحيد عصره وأوانه حتى لحق بربّه كأسلافه مرضيّاً عليه.
سيدي البشير الثاني
فخلفه الشيخ سيدي البشير الثاني صاحب التجديد العظيم، والنظر السّديد، مجدّد الزاوية على النّمط الحديث مواكباً للعصر سائراً بسيره مع المحافظة على ما تركه الأسلاف من أعمال وآثار وأمجاد خالدة فكانت بصيرته نافذة لا يقابل أحدا بما يكره، شيمته الحياء، والعفو، والعفة حتى لحق بربّه كأسلافه.
سيدي محمد العيد
خلفه ابنه الشيخ سيدي العيد حامل لواء العلم والتجديد فها هو اليوم قائد للمسيرة بحكمة رشيدة وبراعة فائقة: فتح المدارس، وشيّد لها الأبنية المناسبة، وهيّأَ لها ما يتطلّبُه الحالُ من إعَانة وتشجيع وحيث أن لكلّ حكيم حكماء أمناء يعينونه على أعباء الزمان فعليه الأمر وعليهم السمعُ والطاعة، فلا أمْر فوق أمرِه، ولا نَاهيَ غيْرَهُ في هذا المجال، فهو صاحب الوقت والأوان.والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه
وحيث أنه النائب الأكبر في الزمان، الحامل لما كان عند الأسلاف بلا خلاف، وليس لأحد أن يزن أعمال الشيخ وأفعاله بميزان عقله الأعشى، وأن مرآة المنظار مختلفة فالسعيد من صفا منظاره وصفت سريرته، ربح دنيا وأخرى، ومن تغيّر منظاره يرى الشيخ حسب رؤيته الخاطئة فكان مخطئا فهكذا يقع الخلاف من بعض من لا علم لهم .
فليسلم الأمر لأهل القيادة من القادة، وليكن على حذر من الخروج من الصّف فإنّ الخارج منه إلى التّلف.
فكونوا أيّها الأحبابُ صفّاً واحداً متماسكاً وراء القائِد الأعظم الّذي اختارته العناية الإلهيّة ليكون صاحب الوقت. فهو السّائر بسيْره فكلّ نبيّ أو رسول أو خليفة أو أمير فلا بدّ له من حلّة الزّمان والثوابت الشّرعيّة باقية على عهدها كما كان، لا تبديل ولا تغيير لكلمات الله ، فالسنة والكتاب هما المرجع والمآب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق