بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
مضمون هذه الكلمات البسيطة عميق وعميق جدّا ذلك لأنّها تلخّص ثلاثا من أهمّ القيم الّتي يعيش عليها بنو آدم وبها تنبني الحياة وعليها يقوم صرح الأمم، إنّها العلم والعمل والعبادة.
ففي عصر تنكّر كثير من أهله للعلم، وجعلوه في آخر درجات سلّم القيم الاجتماعية، تسعى الزّاوية التجانية إلى إعادة الاعتبار للعلم من خلال سعي الخليفة سيدي محمد العيد الّذي ينطبق عليه قول الشّاعر:
وشموس وضّاءة ونجـــــــوم | *** | تنثر النّور في الفضاء البعيــد |
إذ منذ تولّيه الخلافة ما فتىء يعمل على تحقيق هذا الهدف الأسمى، ولا أدلّ على ذلك من إنجازه صرحا علميّا ثقافيا جهّزه بوسائل علميّة حديثة لعلّ أهمّها أجهزة الإعلام الآلي إلى جانب المكتبة العامرة الزاخرة بآلاف الكتب القيّمة والعناوين الهامّة الّتي سيجني ثمارها اليانعة كلّ زائر لها، ويروي ظمأه كلّ من ورد منهلها العذب، ويكتشف كنوزها كلّ من أبحر في عوالمها. وبذلك تتحقّق أولى المعطيات في معادلة سيدنا الحاج علي التماسيني ـ اللويحة ـ فالله سبحانه وتعالى فرض علينا العلم والتّعلّم(اقرأ باسم ربّك الّذي خلق) ولا يتأتّى تحقيق هذا المبدإ إلاّ بالمطالعة الجادّة الّتي تمكّننا من اكتساب المعرفة وفهم الحياة والوصول إلى الحقيقة.
وتماشيا مع هذا المبدإ الإلهي، كانت الدّروس الرّمضانية الّتي يشرف الشيخ بنفسه على تقديمها كلّ ليلة طيلة الشهر الكريم، وفي هذا المضمار أيضا يندرج الاحتفال بمولد الرّسول الأعظم الّذي دأبت الزاوية التّجانية على الاحتفال به ومظاهر الابتهاج والفرحة الّتي تعوّد الأحباب إضفاءها على هذا اليوم الأغرّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق