الثلاثاء، 8 مارس 2011

كلمة الشيخ سيدي محمد العيد التجاني


في يوم الجمعة 01 ربيع الثاني 1432هـ /04 مارس 2011م ألقى الشيخ سيدي محمد العيد كلمة على مسامع زائريه من تغزوت، توجه فيها بالخصوص إلى الشباب لأنهم المستقبل وضمان الاستمرارية وهذا نص كلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أيها الجمع المبارك

أيها المقاديم

أيها الأحباب

إخوة الإيمان والإحسان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سلام أنشره بينكم مزن غيث وروح محبة وتحية أهل الجنة يعمّ الجميع كلّ واحد باسمه ولقبه وكنيته.
في البداية أتقدم لعمومكم بأسمى آيات التقدير والامتنان وأشكر لكم وفادتكم في هذا اليوم المبارك يوم الزيارة السنوية لبلد تماسين وأدعو لكم بالحفظ والصحة وتمام العافية وأتوجه إلى الله تعالى أن يمنح كلّ واحد سؤله ومراده ويكون لكم في الظاهر والباطن خير سند ومعين للذين حضروا وتجشموا وعثاء السفر وللغائبين الذين حال دون حضورهم موانع وطوارئ، طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا.
أيها الجمع المبارك
لا يفوتني بهاته المناسبة أن أوصيكم بالاتحاد والوحدة ونبذ الخلاف وكلّ ما من شأنه أن يؤدي للفرقة والقطيعة امتثالا لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
إننا نعيش بداية ألفية ثالثة حيث الانفتاح والعولمة وكوكبنا على شساعته يتحول تدريجبا إلى قرية صغيرة لا مكان فيها للتشردم والانقسام، وهذا ما يوافق أصالتنا وعقيدتنا وتوجيهات ديننا الحنيف:" مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى "، دين يدعو إلى التواصل والتلاحم والترابط والإخاء، وهذا ما رسخته الطريقة التجانية الراشدة في البناء الاجتماعي حين دعا شيوخها لحسن التعامل وطيب المعاشرة، فهذا جدّي الشيخ سيدي الحاج علي يقول: " ليس لي في دار الدنيا عدوّ إلا الشيطان"، وطريقتنا من أجل إبراز الصورة الصحيحة والمشرفة لسماحة الإسلام وعدالته قررت منذ اللحظة الأولى لتأسيسها فأطلقت على المنتسبين لها والمريدين "كنية الأحباب" وذلك لدعم المحبة والصفاء وهذه إشارة جليّة إلى التحام القلوب وملاطها محبة الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، يجب أن تتجسّد بين التجانيين المحبّة كما كانت بين سلفنا الصالح من السابقين، بها حملوا الراية عاليا وجابوا الآفاق مشرقا ومغربا حتى غدت الطريقة لا يحجبها الغمام ولا يلفها الظلام، فالمحبّة عنواننا وديدننا وسمتنا نسير بها معا لغد أفضل وحياة أسعد في ديننا ودنيانا، ومن مقومات ذلك بثّ روح التسامح والصفح الجميل عند عثرات الإخوان وزلاتهم، وهنا أقف لأقول للمقدّمين فلتسع صدوركم للأحباب، وأحسنوا ترتيب النسيج بأيدي مهرة بررة.
وأتوجه للشباب عدتنا للمستقبل ومناط آمالنا وضمان استمراريتنا، أذكرهم بالأثر القائل: " من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معا فعليه بالعلم"
أدعوكم أيها الأبناء إلى الجدية في تحصيل العلم والمعارف ورفع المستوى الثقافي، وتذكروا ثلاثية سيدي الحاج علي t وهو يدعو إلى العلم والعمل والعبادة، العلم نور الحياة وعمادها وسبيل ذلك حصد الشهادات العلمية، والطريقة التجانية طريقة العلم والعلماء، ومعراج الطريقة درجاته العلم والمعرفة : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }
كما أوصيكم بالاعتماد على النفس والثقة بالله وعدم الانزواء والخروج عن الجماعة لأن يد الله مع الجماعة، عمروا بيوت الله تعالى وارتبطوا بكتابه العزيز حفظا وقراءة، وضروري جمع الهمة والوجهة في كل الأحوال والانضباط واتباع وصايا السلف الصالح التي هي مستوحاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإني لأأكد هنا باعتبارنا قد ساقتنا أقدار الله إلى هذا اللقاء الرباني وهذا المَجْمَعِ الروحانيّ إلى ضرورة أن يكون الأحباب لبنات خير ومعادن كريمة لهذا الوطن العزيز المفدّى الجزائر العظيمة نخدمها ونتفانى في الإخلاص لها كل واحد حسب طاقته وموقعه وحسب ما أسند إليه من مسؤولية مقتدين في ذلك بما قام به الآباء والأجداد حين كانت لهم مساهمات كبيرة بالأمس في تحرير الوطن وتسليمه لنا أمانة غالية نسير بها قدما نحو ساحل النجاة وبرّ الأمان.
وقبل أن أكمل كلمتي أكرر مرة أخرى تأكيدي على إعطاء أهمية قصوى لتحفيظ كتاب الله تعالى للناشئة ودراسة السنة الطاهرة والعمل بها، وتعمير بيوت الله ونهل العلم ووحدة الصف والتسامح والتآخي مع جميع أطياف الأمة والمشاركة الفعالة وبحماس في كلّ ما يخصّ خدمة الوطن المفدّى.
وفقكم الله وسدّد خطاكم، هذا وأحملكم تحياتي لكافة الأحباب والحبيبات كبارا وصغارا ذكورا وإناثا، {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }
وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


الأحد، 13 فبراير 2011

في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم


                                                                       بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
                                          اللّويحة والمسيحة والسبيحة
                                    من كلام سيدي الحاج علي التماسيني  


مضمون هذه الكلمات البسيطة عميق وعميق جدّا ذلك لأنّها تلخّص ثلاثا من أهمّ القيم الّتي يعيش عليها بنو آدم وبها تنبني الحياة وعليها يقوم صرح الأمم، إنّها العلم والعمل والعبادة.
ففي عصر تنكّر كثير من أهله للعلم، وجعلوه في آخر درجات سلّم القيم الاجتماعية، تسعى الزّاوية التجانية إلى إعادة الاعتبار للعلم من خلال سعي الخليفة  سيدي محمد العيد  الّذي ينطبق عليه قول الشّاعر:
وشموس وضّاءة ونجـــــــوم

***

تنثر النّور في الفضاء البعيــد
إذ منذ تولّيه الخلافة ما فتىء يعمل على تحقيق هذا الهدف الأسمى، ولا أدلّ على ذلك من إنجازه صرحا علميّا ثقافيا جهّزه بوسائل علميّة حديثة لعلّ أهمّها أجهزة الإعلام الآلي إلى جانب المكتبة العامرة الزاخرة بآلاف الكتب القيّمة والعناوين الهامّة الّتي سيجني ثمارها اليانعة كلّ زائر لها، ويروي ظمأه كلّ من ورد منهلها العذب، ويكتشف كنوزها كلّ من أبحر في عوالمها. وبذلك تتحقّق أولى المعطيات في معادلة سيدنا الحاج علي التماسيني ـ اللويحة ـ فالله سبحانه وتعالى فرض علينا العلم والتّعلّم(اقرأ باسم ربّك الّذي خلق) ولا يتأتّى تحقيق هذا المبدإ إلاّ بالمطالعة الجادّة الّتي تمكّننا من اكتساب المعرفة وفهم الحياة والوصول إلى الحقيقة.
وتماشيا مع هذا المبدإ الإلهي، كانت الدّروس الرّمضانية الّتي يشرف الشيخ بنفسه على تقديمها كلّ ليلة طيلة الشهر الكريم، وفي هذا المضمار أيضا يندرج الاحتفال بمولد الرّسول الأعظم الّذي دأبت الزاوية التّجانية على الاحتفال به ومظاهر الابتهاج والفرحة الّتي تعوّد الأحباب إضفاءها على هذا اليوم الأغرّ.

 وبهذه المناسبة العظيمة تتلى سيرة المصطفى عليه السلام لعلها تساهم في إيضاح صورة القدوة الذي يجب أن يتبع وتنير السّبل أمام الحيارى التّائهين، الضّائعين في متاهات المشارب والأهواء. } قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ{  





 


السبت، 12 فبراير 2011

ساعة المجد / بقلم الشاعر محمود عياشي

نوفمبر شهر البطولات والأمجاد، ملهم الشعراء والكتاب، ومن الشعراء الشباب الشاعر الشاب محمود عياشي الشاعر الواعد الذي حرك نوفمبر همّته، وأثار موهبته وشاعريته، فجادت قريحته بقصيدة أهداها إلى الشعب الجزائري ممثلا في سكان بلدية تغزوت أثناء الاحتفال بثورة نوفمبر بدار الشباب سنة 2009 فإليكم القصيدة ونحن في انتظار نقدكم ولتكن هذه القصيدة صفحة للإبداع مفتوحة لكل مبدع مُلهَم:
***
ساعة المجـــد

بمناسبة الذكرى55 لثورة نوفمبر المجيدة

ساعــــــة الصفر،إصبع فوق الزنـــــــادِ
*
فوهة التاريخ بالمجْد تنـــــــــــادي
قدر أنزل من أوراسـنــــــــــــــــــــــــــــا
*
سورة النـصر بآيات الجهـــــــــــاد
ويدٌ تدعـو،وأخرى كفكفــــــــــــــــــــــتْ
*
ليـــــل ظلم من على تلك الأيــــادي
طلْقــــةٌ،تكبــــــــــــيرةٌ،زغـــــــــــــرودةٌ
*
صـــرخةٌ،أنشــودة من فم حـــــــادِ
طائــــــــراتٌ،مدفعيّــــــَاتٌ ،وفلـــــــــــكٌ
*
تــــركت بـــــــارودها محض رمـاد
فـــــــترى الرشّــَاش يغلي غضـــــــــــباً
*
جمرات أحــــرقت ثوب الســــــواد
قلمــــــــــــاً خطَّ دمـــــــــاً في صفحـــــةٍ
*
ِ فضحتْ أحــرفه جــــــور الأعادي
وغـــــــــدا الغــاصب في تفنيدهــــــــــــا
*
هازئــــا يحْرق أعصـــاب البـــــلاد
كـــــم محــــــا نعــلٌ له من أحْــــــــــرف
*
نقشَتْهــا يــدُ محـــفورِ الفـــــــــؤاد
أضـــــــرمتْ أوراسَ أشْبــــالُ الفــــــدى
*
وأحالتْها جحـيما الأعـــــــــــــــادي
فتح الفاتح من نوفمبــــــــــــــــــــــــــــرٍ
*
باب تــــــاريخ إلى المجد مهــــــادِ
وغـــــــــــدت ثورتنـــــا من بعــــــــــد ه
*
مَعْــــلَم المضطرِّ في كــل اضطهـاد
قـــــامتِ الدُّنيا لها مزهــــــــــــــــــــــوَّةً
*
لانفجــــارٍ مَن على الأرض حيادي
فحصدنا الخلْد والنَّصْـــــــر جميــــــــــعاً
*
سنـواتٍ سبــعَ مِنْ قبل الحصــــــاد
أسمَعَـــــتْ ثــــــــوَّارُها زلزلــــــــــــــــةً
*
ثمَّ أهـدينـاهما اليومَ بـــــــــــــلادي


محمود عياشــــــي

كلمة سيدي احميدة ينبعي في الذكرى العاشرة لبايعة الشيخ سيدي محمد العيد التجاني التماسيني بالخلافة


بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي احميده
الحمد لله الذي أنار الوجود بطلعة سيد الكائنات فأزاح بها ظلمات الشك من قلوب الصفوة المختارة، لهداية المخلوقات ، واصطفى منهم طائفة جعلهم مرشدين في أحلك الأوقات أولئك الذين هداهم الله فبهدلهم اقتده.فمن استنصرهم نصره الله ومن استهداهم هداه الله، ومن اعتزّ بهم أعزّه الله، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.

وقال عليه الصلاة والسلام: " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله" ولا زالت هذه الطائفة تدعو على سبيل السّلام " ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة" حتى ظهر المرشد الأكبر والممدّ الأعظم القطب الكامل سيّدنا ومولانا أحمد بن محمّد التجاني عام 1150هـ رافعا اللّواء على رؤوس الأشهاد داعيا الخلق إلى الهدى والرّشاد فلبّى نداءه العلماء والأعلام، والصفوة الكرام أوضحوا السبيل، وداووا العليل، فتبعهم من خلق الله من كان نصيبه الاجتباء، ولا زال حبل الهداية ممدودا لمن كان له نصيب.
واختار اللهُ من الأتباع خلفاء أمناء جعلهم منارات في الطريق في حياة الشيخ وبعد مماته، وما أن لحق الشيخ بالرفيق الأعلى ولبّى نداء ربّه ترك خليفة من بعده بإذنه وإذن رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم رافعاً اللّواء الأعظم حمْدا وشكْراً لله.
ثم نادى هذا الخليفة على رؤوس الأشهاد بأنّه الوارث لِما كان ليبقى كما كان، فحظي بالقبول كلّ من له في الحظّ قبول حتّى لبّى داعي ربّه كما هي سنّة الكون، فترك من بعده خليفة سار بسيره واهتدى بهديه فخضعت له رقاب أهل الصفا حتى لحق بربّه وترك من بعده خلفاء كانوا على العهد الذي كان عليه فساروا بسيره حتى جاء دور الشيخ المجدّد سيدي محمد حمّه فانبهر الازدهار، واتّسع الانتشار، وأينعت الأشجار، وتفتّحت الأزهار فعمّ طيبُها جميع الأقطار، فكلّ من هبّ عليه نسيمها انتعش وهبّت فيه الحياة بعد الممات، حتى لحق بأسلافه مرضيا عليه.
فخلفه ابنه القطريف صاحب الحال النظيف الشيخ سيدي البشير فكانت أيّامه خصبة ما بها شاكل ولا عجفاء حتى لحق بأسلافه، فخلفه ابنه سيدي العيد الثاني فكان غيورا عن الدّين محافظاً على الشريعة لا يقبل الشذوذ واقفاً على الحدود أمْراً ونهْيا وعملاً، قضى طفولته في طلب العلم فكان زاهداً تقيّا ورعاً خبيراً بشؤون الحياة حتى لحق بربّه وأنِسَ بقربه مرضيّاً عليه.
فخلفه عمّه المجدّد الثاني خليفة الدارين الشيخ سيدي أحمد فرفع علم الطريقة عاليا فأهابه كلّ جبّار، وطأطأ رأسه من في قلبه إنكار، فكان حكيم زمانه ووحيد عصره وأوانه حتى لحق بربّه كأسلافه مرضيّاً عليه.
سيدي البشير الثاني
فخلفه الشيخ سيدي البشير الثاني صاحب التجديد العظيم، والنظر السّديد، مجدّد الزاوية على النّمط الحديث مواكباً للعصر سائراً بسيره مع المحافظة على ما تركه الأسلاف من أعمال وآثار وأمجاد خالدة فكانت بصيرته نافذة لا يقابل أحدا بما يكره، شيمته الحياء، والعفو، والعفة حتى لحق بربّه كأسلافه.
سيدي محمد العيد
خلفه ابنه الشيخ سيدي العيد حامل لواء العلم والتجديد فها هو اليوم قائد للمسيرة بحكمة رشيدة وبراعة فائقة: فتح المدارس، وشيّد لها الأبنية المناسبة، وهيّأَ لها ما يتطلّبُه الحالُ من إعَانة وتشجيع وحيث أن لكلّ حكيم حكماء أمناء يعينونه على أعباء الزمان فعليه الأمر وعليهم السمعُ والطاعة، فلا أمْر فوق أمرِه، ولا نَاهيَ غيْرَهُ في هذا المجال، فهو صاحب الوقت والأوان.والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه
وحيث أنه النائب الأكبر في الزمان، الحامل لما كان عند الأسلاف بلا خلاف، وليس لأحد أن يزن أعمال الشيخ وأفعاله بميزان عقله الأعشى، وأن مرآة المنظار مختلفة فالسعيد من صفا منظاره وصفت سريرته، ربح دنيا وأخرى، ومن تغيّر منظاره يرى الشيخ حسب رؤيته الخاطئة فكان مخطئا فهكذا يقع الخلاف من بعض من لا علم لهم .
فليسلم الأمر لأهل القيادة من القادة، وليكن على حذر من الخروج من الصّف فإنّ الخارج منه إلى التّلف.
فكونوا أيّها الأحبابُ صفّاً واحداً متماسكاً وراء القائِد الأعظم الّذي اختارته العناية الإلهيّة ليكون صاحب الوقت. فهو السّائر بسيْره فكلّ نبيّ أو رسول أو خليفة أو أمير فلا بدّ له من حلّة الزّمان والثوابت الشّرعيّة باقية على عهدها كما كان، لا تبديل ولا تغيير لكلمات الله ، فالسنة والكتاب هما المرجع والمآب.

الجمعة، 11 فبراير 2011

تصوري للشباب الأحمدي


تصوري للشباب الأحمدي
أيها الإخوة ونحن على طريقتنا الغرّاء التي تعتمد على فقه مذهب الإمام مالك من واجبنا أن نسعى لنتفقه أكثر في الدّين ( فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدّين) بمطالعة مؤلفات الإمام والتعرف عن قرب على مذهبه، وكل الكتب التي تفيدنا في دعم أفكارنا، وإنارة دربنا لمواجهة الصّعوبات التي تعترض سبيلنا، فطريقتنا طريقة علم وعمل وعبادة،
والإمام التماسيني (ض) قال: اللويحة والمسيحة والسبيحة ولم يقيد ذلك بزمن بل جعله إلى آخر العمر: حتى تخرج الرويحة ، وهو ما لا يتنافى مع الحديث الشريف أو يتعارض معه فقد قال رسول الله (ص) : (اطلب العلم من المهد إلى اللحد).
ومع ذلك فما زالت نظرة شبابنا لم ترق إلى المستوى المطلوب، المؤسف أنّ أكثرية شبابنا يعزفون عن المطالعة والقراءة مع أن الخليفة سيدي محمد العيد ما فتئ يحث على المطالعة ويؤكّد عليها لأنها النافذة التي يطلّ منها المرء على أفكار الغير وآرائهم وثقافتهم وتجاربهم.
من المؤسف أيضا أن يبقى هذا الشباب مفرّقا مشتتاً، في حين رصّت الصفوف لمحاربته، وهو غير مبالٍ يكتفي بعبارة (كثر خير الشيخ) يلوكها دون أن يحرّك ساكنا، في الوقت الذي يطلب منه الشيخ أن يسعى من أجل لمّ شمله والتوحد حول هدف واحد، وتسخير إمكانياته خدمة لدينه ووطنه.فـ:  
 فاشفوا غليلي برأي منكم حصـد 
        يصبح فؤادي له ريّان قد سطعا

إنّ تصوّري للشابّ الأحمدي أن يكون مثالاً في الخلق يحفظ لسانه عن فحش القول، ويعرض عن اللغو، ولا أحبّ منه أن يتشدّق بانتسابه للطريقة وهو يرتكب ما يرتكب من المعاصي، بدعوى أنه مضمون وأنه سيدخل الجنّة مهما ارتكب من الإثم،  ومهما جأر بالمعصية الأمر الذي يجرّ عليه، وعلى طريقته الانتقاد، في حين أنّ الشيخ يأمره:
أن يحافظ على الصلوات في أوقاتها.
أن يحافظ على الجماعة ما أمكنه ذلك 
ويرتل القرآن وأقلّه حزبين في اليوم.
مع الخوف الدّائم من مكر الله
وهذا يتطلّب منه المراقبة الدّائمة لأقواله لأنه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقوله (ص) لمعاذ بن جبل: ( وهل يكبّ الناس على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاّ حصائد ألسنتهم)، وقوله (ص): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، ومراقبة أفعاله فلا يصدر منه إلاّ كلّ جميل مفيد.

 وأحبّ منه أن يكون على وعي بما يدور حوله ويشعر بمسؤوليته تجاه طريقته فهو داعية إليها بسلوكه والناس يحكمون عليها من خلال تصرفاته وتعامله معهم في السوق وفي الشارع وفي المدرسة وفي البيت وفي كلّ مكان، يجب أن تنعكس عبادته ويتجلى ذكره قياما وصياما في سلوكه لأن: (إن الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فيجب أن يكون مرآة صافية تعكس بحق مبادئها، ويجسد قيمها ولا يسيء إليها.وأن يعرض عن المغرضين الجاهلين الذين يصفونه بالشرك أو الكفر وأقول له:
أكافر من بات لله ساجداً
في الرغام أنفه يتعفّر؟
وأصبح يرقب الشمس طلوعها
جالسا وهو يذكر
ألان الذكر قلبه
فإذا عيناه دموعاً تطفرُ
وإذا سكينة تغشاه 
 ورحمة عليه تنشر
أم من تعالى عن الإله
يحركه الجحود والبطر
غاب عنه الإحساس
والقلب ميت لا يشعر
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويلهمنا  رشدنا وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتقبل منا الصيام والقيام.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.
  

زيارة الخليفة العام


زيارة سنويّة يقوم بها شيوخ عين ماضي، وكان الجميع يلاقي ترحيبا منقطع النظير من خليفة الديار التماسينية، ومن أبناء سيدي الحاج علي بتماسين وجميع الأحباب الذين يتقاطرون من كلّ حدب وصوب لينعموا برؤية طلعته البهيّة، ويلاقي ترحيبا مماثلا في جميع المناطق التي يحلّ بها في أنحاء سوف خاصة تغزوت التي تتهيأ لهذا الاستقبال منذ خروج الشيخ من عين ماضي، ويبدأ الاحتفال عند مغادرته تماسين، وحين يصل يجد الأحباب رجالا ونساء، كبارا وصغارا، كلهم قد تجمّعوا في المكان المعروف بالبرج، وهي ساحة محاذية لمسجد سيدي العيد بتغزوت، فتختلط أصوات البارود،  بالزغاريد، وترتفع أصوات المنشدين والمداحين،  ويستمرّ هذا الاحتفال طيلة الأيام التي يقيمها بينهم، فلا ينقطع توافد الزوار من الرجال والنساء والأطفال من تغزوت وخارجها، ولا تنقطع حلقات المدح، كما تقام المآدب التي يحضرها كلّ قادم لزيارة الشيخ، وينفق مقيموها بسخاء، ويتبارون في إظهار الحفاوة بالشيخ بإكرام أحبابه وزواره، خاصة سيدي احميدة بن سيدي العيد الينبعي الذي تفتح داره ـ المفتوحة دائما ـ في وجه الضيوف ، ويحظون منه ومن أبنائه بترحيب وإكرام يعجز اللسان عن التعبير عنه، والقلم عن وصفه، ولسان الحال منهم يردد( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً).

هذا الاحتفال وهذا الترحيب نابع من إحساس أبناء سيدي الحاج علي بمكانة الشيخ وأبنائه، ونابع من إحساس شيخ تماسين على الدوام بضرورة الحفاظ على أبناء الشيخ سيدي أحمد التجاني عملا بوصيته المشهورة للشيخ سيدي الحاج علي التماسيني الساري سرّها إلى يوم يبعثون،

لذلك جرت العادة أن شيخ تماسين يُعْلمُ قبل الشروع في هذه الزيارة بموعدها حتى يتسنى له وللأحباب القيام بالواجب على أحسن ما يرام، وإكرام الوافدين من ربوع عين ماضي حسب ما يليق به المقام، ويتحقق به المرام.